::
::
في زحمة الناس .. صعبة حالتي ..
محد درى شلي حصل .. ومحد لمس مثلي الأمل
.
.
في ساحات الجامعة وزحمة الاجساد ..أصوات الضحكات ..
وصريخ فتيات ينادين على بعضهن هنا وهناك ..
بعد ان حادثت والدي واخبرني انه ينتظرني خارجاً..كنت أسير إليه بخطوات سريعة ..
وتشغل بالي أمور شتى ..
فالازدحام هكذا هنا لا بد ان مثله واكثر ايضا بالخارج ..
ياربي الا يكتفين هؤلاء من الكلام .. سئمت هذا الضجيج ..!
سأخرج الان اليه ..
ولكن لاتزال زحمة الطرقات وازعاج السيارات ..
كأني اعرف هذا الوجه المبتسم الي ..لاادري قد تكون جمعتنا الايام يوما ما ً ..
بادلتها الابتسامة ومشيت اشق طريقي لكي اصل الى هدفي ..
وكانت بوابة الخروج هي كل ما اتمنى الوصول اليه في هذه اللحظات تحت وطأة اشعة الشمس الحارقة ..
قبل ان اقف حتى اخرج عبايتي ..
رن جوالي ..
لم يخطر ببالي احد وسط هذا الصخب عدا انه ابي الغاضب لتأخري ..!!
نظرت في شاشة جوالي ..
وتوقفت ..
لوهلة لم أصدق ..
نظرت ثانية لأتأكد..
انه هو .. أول ماخطر ببالي سؤال .. ماللذي ذكره فيني الآن..!!!
أعلم انه يكون في هذا الوقت في عمله .. بل في ذروة مايكون ..
انها الظهيرة .. الساعة 12 وقت خروج الناس لصلاة الظهر ..
وقت خروج الأطفال من مدارسهم ..
لا أعتقد انه لم يذهب لعمله اليوم .. قد يكون فعل ولكن لماذا يخرج مبكراً
ايعقل ان عاد لعادته القديمة.. !!
قبل ان اخمن أي اجابة رددت عليه بلا شعور..
وجلة صامتة ..تبسمت حين سمعت صوته الهادئ مرحا ً كعادته..!!
واول ما نطقت سألته بدهشة وعتب: ايش اللي جابنا عالبال ؟ اجابني وهمس لي : انتوا دائما عالبال .. !!
يااااااااالله ..
توقفت كأنها الدنيا .. وتلاشى الصخب المزعج حولي ..
اكملت سيري وكأني اراه في كل وجه وسط هذا الزحام فأبتسم لهن..!
ولكن تفضحني صوت انفاسي واشتياقها له .. لصباحتنا ..لكلامنا ..لكل ماجمعنا يوماً
كنت اتمنى لو تطول اللحظة أكثر .. واتمنى لقياه واتمنى ...
اااه يالاماني .. واااه ياتعب المسافة بيننا..
.
انتي الجنوب وأنا الشمال ..ومابيننا بحر ورمال ..
صعب السؤال ليه نفترق .. صعب السؤال ..
.
فاضطررت ان احدثه على عجل ..فمازال والدي ينتظرني .. خرجت اليه ..
وصدى ضحكاته تردد في أذني ..
وترسم ابتسامه شكر على شفتي .. فكم كان اتصاله ذا وقع في نفسي ..
لم اشعر بكل ضجيج السيارات .. وازدحام الطرقات ..وطيفه يحضرني وقتها ..
وتحضرني الذكرى الجميلة لما كان .. والأماني لاتزال .. فمتى ياعزيزي الوصال ..؟
.
.
هكذا هم .. !
انهم الأعزاء على قلوبنا ..
ما أجمل ان نحظى بوصل منهم أو يكتب لنا لقاء عابر..
من دون اي انتظار .. أو سابق انذار ..!
اعشق كثيرا ً هذه اللحظات .. لها لذة خاصة .. بها عتب لطيف ..
اشعر وكأن بين انفاسهم .. في نظراتهم ..هذا العتب وان لم يقصدوه هم انفسهم ..!
يعاتبونا لانهم عن البال غابوا في لحظتها..
قد نقضي اياما ً وليالي ننتظر هذه اللحظة ولكن حين نكف عن الانتظار ..
نلقاهم ..ونسعد بهم .. !
أسعد المولى قلوبهم ..