::
::
::
رأيتها تحضن دفترها على صدرها .. وعيناها شاردتان بعيدا ً .. موقنة أنا بأنها موجودة بيننا بجسدها .. ولكن هناك ما يشغل بالها .. وهناك ما يعكر صفوها .. بطبيعتي الودودة .. اقتربت منها ألقيت السلام وجلست .. تنبهت لوجودي هي فإذ بها تلمم شتاتها وقد استشعرت ذلك .. توددت إليها وجاذبتها أطراف الحديث ..مر من الوقت ما مر ..!! فلم تلبث الا ان نظرت في ساعة معصمها واستأذنت على امل اللقاء مرة اخرى .. تابعتها بعيني الى ان اختفت ولسان حالي يقول .. مسكينة هي تخفي حزنها خلف ابتسامتها تلك .. ولكن عيناها فضحتاها .. لمست تلك النظرة المكسورة .. وتلك الدمعة المتوراية خلف جفونها .. دعوت لها بسري .. وما ان هممت بالوقوف فأنا ايضا حان وقت ذهابي ..
رأيت ورقة هاربة من أوراقها .. اخذتها لاننا تواعدنا على اللقاء مرة اخرى .. فاسلمها اياها ..
تلك الورقة الهاربة .. هي ما دعتني للكتابة اليوم .. ولدت فيني استفهامات وتساؤلات .. لم اجد لها اجابات .. تلك الورقة ماهي الا حديث نفسها مع نفسها .. ماذا تقول :
تقول :
اشعر بالغربة داخلي منزلي كل من حولي في صمت لا شئ يجمعنا غير طاولة طعام وحديث عابر والسلام ..
لا أعرف كيف يفكر أبي .. فهو في مجلسة على التلفاز حيث أصدقائه في المساء.. وفي الصباح في عمله لأجل توفير لقمة عيشنا .. اااه لو يعرف اني اشتاق إليه ولا املك أن أقولها له.. كثيرا ما حاولت ان اصرخ بصوت عالي.. ابي لا أريد مال.. أريدك أنت.. مضى وقت طويل لم أحضنك ااااه لماذا كبرنا .. وبعدت بنا المشاعر حتى أصبحنا جبال جليد ….!!
امى .. اين انتي عني ؟ أين حضنك الدافئ .. فما ان دخلتي تحفيظك كدوام مسائي ... ابتعدت كل البعد عني .. صباحا ً لم اكن يوما انا متواجدة .. وما ان اعود من جامعتي .. أنتي تذهبين .. وهكذا ..
عكفت بين غرفتك والمطبخ .. أو في زياراتك .. أو ليس لي عليك حق .. !! كثيرا ً مايرددون البنت صديقة أمها أو العكس .. لا اعرف حقا ً .. ولكن لم المس يوما تلك الصداقة . . كم سهرت في غرفتي وحيدة بين جدرانها .. اتألم كما تتألم أي فتاة في سني .. كم تمنيت ان تأتي وتشرحي لي ما كبرت ولم اعرفه .. لولا فضولي .. وكلام الصديقات .. لأصبحت الآن مما ينعتون بالساذجات ..
أمي .. الحديث عنك ذو شجون .. وانا لست في المكان المناسب ابداً .. دمعتي أصبحت أداريها غصب .. فلو اكلمت لشمتن بي الطالبات ..
واخي بقي لدي محاضرتين .. وقت طويل الى ان يأتي ويقلني من هنا ..!!
اخي .. اخي ..
يقال الاخ عزوة .. ويقال الأخ سند .. يقال .. ويقال ... !!!
اخي .. لا اعرف عنه شئ فهو خارج البيت طوال اليوم ... تحول البيت بالنسبة له فندق لا يحضره غير وقت النوم .. وغالبا في وقت متأخر من الليل.. اقصد الفجر.. لا يهتم كثيرا بي الا وقت خروجي معه وهذا بعد تكدب وعناء .. وكل اهتمامه في طريقة لبسي وحجابي فقط .. لا نتبادل كلمات الحب ولا المشاعر مابين الاخوان.. ولا حتى المزاح .. لا املك من الذكريات .. سوى الفراغ .. كم تمنيت أن يكون صديقي يوما ً ما .. اتحدث معه بلا قيود .. ولا حدود .. فالاصدقاء يشكون لبعضهم ويقصون لبعضهم .. يضحكون .. ويتسامرون .. و و و..
كل ما حولي هو الصمت .. الصمت فقط .. تلبد بيتنا بغيومه .. هبت رياح جفاف المشاعر ..
منذ سنوات .. لم ارى للأمطار الألفة أي اثر ..
يااااااااالله .. ماهذا السخط الذي نزل على بيتنا ..!!
فحتى تعاملنا مع بعضنا البعض .. تعامل رسمي فظيع .. فقط الوقت الوحيد الذي نجتمع فيه هو الغداء ومن بعدها لا نلتقي ابدا الا في ممرات البيت او الاسياب او عند حدوث مشكلة نجتمع على الاصوات وهي تتعالى كالعادة...!!!!!
لا أعرف كيف يفكر أبي .. فهو في مجلسة على التلفاز حيث أصدقائه في المساء.. وفي الصباح في عمله لأجل توفير لقمة عيشنا .. اااه لو يعرف اني اشتاق إليه ولا املك أن أقولها له.. كثيرا ما حاولت ان اصرخ بصوت عالي.. ابي لا أريد مال.. أريدك أنت.. مضى وقت طويل لم أحضنك ااااه لماذا كبرنا .. وبعدت بنا المشاعر حتى أصبحنا جبال جليد ….!!
امى .. اين انتي عني ؟ أين حضنك الدافئ .. فما ان دخلتي تحفيظك كدوام مسائي ... ابتعدت كل البعد عني .. صباحا ً لم اكن يوما انا متواجدة .. وما ان اعود من جامعتي .. أنتي تذهبين .. وهكذا ..
عكفت بين غرفتك والمطبخ .. أو في زياراتك .. أو ليس لي عليك حق .. !! كثيرا ً مايرددون البنت صديقة أمها أو العكس .. لا اعرف حقا ً .. ولكن لم المس يوما تلك الصداقة . . كم سهرت في غرفتي وحيدة بين جدرانها .. اتألم كما تتألم أي فتاة في سني .. كم تمنيت ان تأتي وتشرحي لي ما كبرت ولم اعرفه .. لولا فضولي .. وكلام الصديقات .. لأصبحت الآن مما ينعتون بالساذجات ..
أمي .. الحديث عنك ذو شجون .. وانا لست في المكان المناسب ابداً .. دمعتي أصبحت أداريها غصب .. فلو اكلمت لشمتن بي الطالبات ..
واخي بقي لدي محاضرتين .. وقت طويل الى ان يأتي ويقلني من هنا ..!!
اخي .. اخي ..
يقال الاخ عزوة .. ويقال الأخ سند .. يقال .. ويقال ... !!!
اخي .. لا اعرف عنه شئ فهو خارج البيت طوال اليوم ... تحول البيت بالنسبة له فندق لا يحضره غير وقت النوم .. وغالبا في وقت متأخر من الليل.. اقصد الفجر.. لا يهتم كثيرا بي الا وقت خروجي معه وهذا بعد تكدب وعناء .. وكل اهتمامه في طريقة لبسي وحجابي فقط .. لا نتبادل كلمات الحب ولا المشاعر مابين الاخوان.. ولا حتى المزاح .. لا املك من الذكريات .. سوى الفراغ .. كم تمنيت أن يكون صديقي يوما ً ما .. اتحدث معه بلا قيود .. ولا حدود .. فالاصدقاء يشكون لبعضهم ويقصون لبعضهم .. يضحكون .. ويتسامرون .. و و و..
كل ما حولي هو الصمت .. الصمت فقط .. تلبد بيتنا بغيومه .. هبت رياح جفاف المشاعر ..
منذ سنوات .. لم ارى للأمطار الألفة أي اثر ..
يااااااااالله .. ماهذا السخط الذي نزل على بيتنا ..!!
فحتى تعاملنا مع بعضنا البعض .. تعامل رسمي فظيع .. فقط الوقت الوحيد الذي نجتمع فيه هو الغداء ومن بعدها لا نلتقي ابدا الا في ممرات البيت او الاسياب او عند حدوث مشكلة نجتمع على الاصوات وهي تتعالى كالعادة...!!!!!
حرر في لحظة الم بصمت ..
لم يكن هذا سوى محتوى تلك الورقة الهاربة .. وتلك الفتاة ما هي الا صورة للمئات من بنات جنسها المكبوتات .. اغلبهن لا يفضلن الحديث عن مشاكلهن الخاصة الا لأقرب قريب هذا وان وجد .. !!
.. سألت نفسي لماذا اتشحت بيوتنا بسواد الصمت .. وجفاف المشاعر ..
لماذا يحدث مثل ذلك داخل معظم البيوت الصامتة .. وما خفي كان أعظم ..!!
بيت يعشون اهله مع بعضهم البعض ..نعم ..!!
ولكن كل في فلك يسبحون .. كل فرد له عالم خاص به ولايشاركه غيره .. قد يتجمعون على الوجبات فقط وليس كلها أيضا ..
وان حدث ... كان الصمت سيد الموقف ..!!
لا توجد اهتمامات مشتركة ..وأحاديثهم تكاد تكون قمة في الرسمية .. رغم الألفة الجامعة بينهم بحكم الأخوة والانتماء لهذا البيت الصامت ..!!
تساؤلاتي تطرح نفسها ..
كيف وصلوا إلى هذه الحالة ؟!! ومن هو المتسبب ؟!
هل هناك أمل في تدراك تدني مستوى العلاقات الاسرية .. أم ان الآوان قد فات .؟!!
واذا قابلتم مثل هذه الحالات المكبوتة .. كيف تتصرفون .. هل بالإمكان مد يد المساعدة .. أم نكتفي ايضاً بالصمت .. فنحن لا نرى لا نسمع لا نتكلم .. !!
صفحتي تنتظركم بشوق ..
همسة شكر .. لمن ساعدني على لم شتات فكري.. وتشجيعي على طرح هذه القضية..
كان مادونته اعلاه..
بتاريخ 24-3-2008
بتاريخ 24-3-2008
هناك 10 تعليقات:
كتبت بإحساس
تحياتي
::
من غير عنوان ..
شكراً على مرورك هنا..
::
امممممممممممم
والله هالموضوع اللي طرحتيه
جدا مهم
اعتقد ان العبئ الاكبر
يقع على عاتق الام
لان هي اللي تتقدر تتحكم بجو البيت
وتقدر تخلق جو مناسب
لكل افراد الاسره
طبعا اكيد التقصير والخطأ من الجميع
بس الوالدين دايما اساس كل شي
جميله جدا التدوينه
سررت بمروري من هنا:)
::
أقصوصه ..
اتفق معك .. فيما ذكرتي ..
(( الوالدين اساس كل شئ ))
بالفعل هم اساس الأسرة..
ولكن ..
ماذا اذا كانا هما انفسهما
يعانيان من هذا الصمت في علاقتهما..؟!!!!
::
سررت اكثر بمرورك الأول
واتمنى ان لا يكون الاخير..
اقصوصة لكي ودي :) ..
○
○
للاسف أصبحت هكذا أغلب البيوت
الاب يعتقد أنه بجمعه للقمة العيش
هو واجبه الوحيد وأنه قام بما عليه باكمل وجه، صحيح أن المال مهم لكن لانجعل من جمع المال هو فقط دورنا هناك أدوار أخرى على الاب أن يقم بها فالتفتاة تحتاج إلى والد يتفهمها تخرج معه لنزهه يبادلها الحديث .. والكثير
وأيضا الام والاخ كذلك
وكُل فرد من الاسرة يتحمل جزء من الخطأ لهذا البعد بختلاف النسب طبعا
موضوع جداً شيق وطرح جميل
وفقك الله دوما يا أنيقه
عظيم الود ♥
○
○
::
عزيزتي امونة ..
أستنتج من تعلقيك ..
بإن اللوم يقع عالجميع ..!
فالترابط بين الاسرة مسئولية مشتركة..
قد يكون كذلك..!
ولكن ماذنب الابناء هنا..؟!!
::
ودي وامتناني
لكي ولتواجدكِ أمونة..
::
كان لابد على الأم أن تكون اقرب لهم بحكم أنها هي أساس البيت وعمادة،،
شكرا لك الـ مها على ماكتبتي،،
وشكرا لمرورك في مدونتي..
سأبقى بالقرب منك
::
قلب المحبة
الأم..الأم ..
الأم..وماأدراكِ ماالأم..!
::
جليد الصمت.. في البيت ..
لم يسلم منه احد .. !
فكيف نلوم فقط تلك المرأة..
إن كانت هي ايضا بحاجة الى من يذيب
هذا الجليد ..!!
::
قلب المحبة ..
جزيل شكري على مرورك هنا..
وبإنتظارك سأكون..
::
حزينه تلك الكلمات
و مظلم هذا الواقع على فلب الفتاة المسكينة
يبدو أن افراد اسرتها تعودوا على ذلك و لكن هى تختلف لكونها فتاة أولاً و لكونها مثقفة ..
عزيزيتى..
الثقافة عليها دور كبير..
الإحتكاك بالحضارات الاخرى و الثقافة
أشياء كثيرة كانت تعتبر معيبة فى السابف و الآن أصبحت واجب و طبيعية
فى مجتمعنا العربى هناك رجال يستحون أن يمشون بجوار زوجاتهم..
يستحون يفتحون لها باب السيارة
بل يقولون لها أركبى يا " بنت "
حياتنا مع أطفالنا هو رصيد ذكرياتهم فى المستقبل
بماذا يتحدثون لو كانو مثل تلك الفتاة؟
واقع مؤلم و مرير ولكنه ليس ظاهرة
فنعرف آباء و أمهات يحضنون أولادهم و بناتهم كل يوم و يداعبونهم و يستمعوا الى مشاكلهم و قريبون جداً منهم
إنها ثقافة قبل كل شيء يا عزيزتى
موضوعك جدا رائع و يستحق كل منا أن يكتب فية
تحياتى و مودتى
::
قوس قزح..
انني اتفق معك..
نعم .. للثقافة دور كبير..!
وفي هذه الحالة أظن اننا نحتاج الى نشر الثقافة بشكل افضل..
وبالاخص ثقافة التربية ومفهوم الأسرة
لنكتسب وعي تربوي اسري قبل كل شئ..!
حتى قبل الاقدام على خطوة (الزواج)
و تكوين اسرة..!!
::
قوس قزح ..
اشكرك على هذه المداخلة
الرائعة بحق..
إرسال تعليق